الافريقي على مشارف أزمة

منذ ايام اشرنا الى الضعف الرهيب للمستوى الكروي لبعض لاعبي الترجي وسمينا الامور باسمائها لان كلمة الحق لاتباع على اقساط... واليوم نعود الى الجبهة الثانية للمحور الكروي للعاصمة ونعني به القلعة الحمراء والبيضاء لنكتشف معا كم كان الافريقي جميلا بتاريخه العريق ودكاترته الكرويين وجمهوره الساحر.. وكم هو مؤلم ان يستحيل هذا الهرم الرياضي الى زريبة يركض فيها اشباه اللاعبين ممن ظلمهم الوقت عندما رماهم على ضفاف «قمبطة» داخل قلعة لا تزال صامدة رغم قبحهم.. وانحرافهم..
الافريقي الذي انجب عتوقة والنايلي وسليم بن عثمان صار اليوم يستجدي مواطنا عاديا اسمه صابر بن رجب ليحمي حمى اخشاب كانت محروسة من نمور وفهود واسود لا يقدر على مغالطتها من تتلعثم الكرة في ارجلهم..
وهنا نود ان نسأل مع السائلين اي ذنب اقترفه الحارس الاول عادل النفزي ليبقى خارج الاخشاب طوال هذه المدة وهو الذي كان اسدا في عرينه منذ التحق بالافريقي... وحتى تعويضه بسبب مروره بفترة فراغ لا يجب ان تمتد الى هذه المدة خاصة اننا نعلم والمدرب يعلم والجمهور يعلم وحتى بائعي الكسكروت يعلمون ان بن رجب ليس في قيمة النفزي وان صموده طوال الفترة الماضية يعود بالاساس الى جنود الدفاع المستبسلين..
من محمد صالح الجديدي الى المنصف الخويني الى الحبيب القاسمي ومحمد الهادي البياري الى خالد التواتي الى اوتوروغو..
المسافة استعرضناها بجرة قلم لكنها مسقية بعرق مهاجمين لا يترددون في الانتحار داخل مناطق الجزاء من اجل ان يعلو اسم الافريقي... اما اليوم فان الهيئة او المدرب او لجنة الانتدابات (ابحثوا معنا عن المسؤول) جاء بـ»رجل» (ولا شك في ذلك) يدعى اوتوروغو قالوا انه شبيه مايكل اينرامو (وكأن مايكل اصبح كريستيانو رونالدو او ميسي او كاكا او ريكلمي ليقاس عليه...) وهذا مثال بسيط لعقدة ساكنة في قلب الحديقة «أ» والا ما معنى ان يفكر من جلب اوتورغو في حجم الجسم ولم يفكر في حجم «الاسم».. وبعدها ياتي المدرب ليقول بالصوت العالي ان اوتوروغو يحتاج الى احاطة معنوية ليفجر طاقته مع المجموعة «ياقنّوشو.. يا قنوشو» فالافريقي يدفع المال الكثير ليجلب لاعبا هشا معنويا يلزمه موسمين ليقدم المطلوب منه.. فهل يعقل هذا ..؟
رسائل مضمونة الوصول:
اخطاء كثيرة وقعت فيها الهيئة المديرة والمدرب على حد سواء ابرزها الاصرار على جلب انصاف لاعبين ليسوا في حجم الجمعية ولا في حجم جمهورها ولا في حجم اشعاعها.. فتحولوا بقدرة قادر مع نفخ اعلامي مهول الى نجوم تتحرك كامل النهار بالحراسة اما في الليل.. فيتحول بعضهم الى خفافيش داخل العلب الليلية والتسجيلات التي يتناقلها الانصار وجماهير بقية الفرق على هواتفهم الجوالة شاهدة على ان مستوى هؤلاء «حالة»..
الافريقي رفض اكثر من لاعب ممتاز من امثال علي بن عبد القادر وطارق سالم وامين الشرميطي واحمد خنشيل وفاز بخدمات بوشعالة... والرهيفي والمعمري.. ولا ادري من من الذين لا ذنب لهم في ارتداء القميص الاحمر والابيض مادام يدر الملايين.. ثم ان الافريقي الذي يملك بعض الشبان الصاعدين بقوة على غرار غنام ـ ماهر عامر ـ ونور حضرية... يصر الحاحا على استنزاف السلامي والورتاني وتشالا.. قبل ان يتواصل العبث بين ماهو فني وما هو اداري ليتصاعد دخان مشكلة «من الحائط» اصر على ايجادها الافريقي عندما رفض تدوين اسم الباشطبجي داخل القائمة الافريقية بدعوى انه سيغادر الفريق في جوان القادم ودوّن اسم الرهيفي الناشط حاليا في ليبيا..
لن نتدخل في اختيارات المدرب الفنية ولا في ايمان رجال الهيئة بمبادئهم الرياضية لكننا نستوقفهم بعض الوقت ليتأكدوا من فداحة ما اقترفوه في حق الافريقي الكبير... حتى ولو كانوا عن حسن نية.. لانهم مغادرون وزائلون مهما غابت عيوبهم عن الاحباء ولا تبقى غير القلعة الحمراء والبيضاء..