النجم الســــــــــاحلي: هل يتحقّق الحلم الكبير؟

على نحو كبير من التوفيق والنجاح تتواصل مسيرة النجم الساحلي أحد المتراهنين البارزين على لقب البطولة الوطنية الذي أكد منذ انطلاق مرحلة الإياب عزمه الوطيد على مطاردة المركز الأول في الترتيب العام ولمَ لا تعبيد الطريق نحو اللقب الذي كان النجم ولا يزال من أهم المعنيين فيه بالتتويج.
والمتتبع لمشوار فريق جوهرة الساحل على امتداد الجولات الماضية تشدّ انتباهه أكثر من علامة إيجابية تؤشر لنجاحات مرتقبة على الصعيدين الوطني والقاري. وتبقى الناحية الذهنية ومن خلالها صلابة شخصية الفريق بكل مكوناته من أبرز مرتكزات المسيرة الموفقة لمجموعة لم تتأثر بضياع عديد النقاط في المرحلة الأولى ولا بالتغيير الذي شهده الاطار الفني.. بل هي استلهمت من الصعوبات دوافع قوة وثبات أسّست لردّة فعل إيجابية مكّنت زملاء رضوان الفالحي من تحقيق سلسلة من النتائج الايجابية وهو ما يعتبر في حدّ ذاته شحنة معنوية مفيدة لبقية المشوار.
البدائل الناجعة
هناك قاعدة شهيرة مضمونها أن الفريق الذي ينتصر لا يتغيّر.. وإذا كان هذا التوجه في حدّ ذاته جوهر استقرار وتوازن النجم الساحلي في مشواره الراهن على درب المراهنة على نسر البطولة فإن ذلك لا ينفي في واقع الأمر القراءة الرصينة والمتأنية لمتطلبات المرحلة وفي ذات الحين استشراف مستقبل الفريق على المدى القريب والتحسّب لأي طارئ يفرض إدخال تحويرات دون أن يتأثر توازن الفريق وبالتالي فإن وجود كل من مصعب ساسي وسليم الجديّد ونافع الجبالي وسليم بن بلقاسم وأحمد العكايشي وعدنان الرداوي يمثل البدائل الناجعة.
اشتداد المنافسة في المحور
بعودة مجدي بن محمد الى التشكيلة الأساسية واقتراب جاهزية بسام بولعابي وفي انتظار استيفاء عمار الجمل للعقوبة واستقرار رضوان الفالحي في مدار النجاح والتوفيق يمكن القول بأن محور الدفاع بات من أكثر القطاعات منافسة إذ من الصعب أن يختار الاطار الفني العناصر الأساسية لا سيما في ضوء تقاطع الجميع في مفترق الصراع على نيل ثقته والفوز بمكانه داخل التشكيلة الأساسية.. وقاعدة المنافسة إنما هي مرادفة لفوائد جمّة بدأ النجم الساحلي في جني ثمارها تكريسا لمبدإ أن لا أحد أساسي.. وفي ذات الحين الكل يتحلّى بعقلية الانتماء الى التشكيلة.
بيريرا وإضافة «المعلمية»
مباشرة بعد «ميركاتو» الشتاء كان الجميع في انتظار أول ظهور للبرازيلي ايفيرسون بيريرا رغم اللغط والتشكيك الذي رافق عملية انتدابه. والكل تساءل في السرّ والعلانية عن حجم الاضافة التي باستطاعة هذا اللاعب أن يقدمها لفريق تجاوز بنجاح الفترة الانتقالية التي مرّ بها.. وإذا ما اختار غيرنوت روهر أن يبقى بيريرا خارج التشكيلة فإن ذلك لم يكن سوى قراءة عقلانية من الجهاز الفني أتاحت للبرازيلي استرجاع جانب من لياقته البدنية المعهودة وكذلك الوقوف على نسق المقابلات قبل أن يدخل أجواءها ويشرع في ممارسة «طقوسه» الكروية البرازيلية التي قدمت الاضافة المطلوبة للفريق وساهمت في تكامل وتوازن خطوطه.
لحمة بين اللاعبين
السّمة البارزة لأجواء فريق جوهرة الساحل تصبّ جميعها في خانة التأكيد على أن كل شيء سائر وفق لحمة تشدّ اللاعبين الى بعضهم البعض بشكل يقيم الدليل على أن أجواء المجموعة لا تشوبها شائبة وأن النجم أصبح أكثر توازنا وقوة من ذي قبل بفضل عقلية لاعبيه المتضامنين والقريبين الى بعضهم البعض.
الحلم القادم
بمرور الأسابيع وانقضاء الأيام بدأ الحلم المتجدد يكبر، النجم الساحلي مرة أخرى على بعد ثلاث جولات من الظفر بلقب البطولة شريطة الفوز بها كلها وإضافة تسع نقاط الى رصيده الحالي، حلم تجدّد الى درجة الهاجس الذي يمكن القول أنه أصبح ضروريا، خاصة وأن الفوز به يعني أكثر من رهان وتحدّ اشتاقت إليه جماهير النجم الساحلي بعد «هروب» لقب الموسم الماضي وتحويل وجهة كأس السنة الماضية بفعل صفارة الحكم الألماني «ماير» وبالتالي لا يمكن في الوقت الحالي الإقرار بالنجاح أو بالفشل بما أن التجربة أكدت في أكثر من مرة أن كرة القدم وحدها لا تستطيع أن تكون الفيصل في حسم اللقب.